Sport.Ta4a.Us المكتبة الرياضية > الفسيولوجى والتشريح > ما هو الغرض من إجراء الاختبارات والقياسات الفسيولوجية


ما هو الغرض من إجراء الاختبارات والقياسات الفسيولوجية


28 فبراير 2011. الكاتب : رجب علي

إن أهم الأغراض التي يسعى إليها المختصون في فسيولوجيا الجهد البدني عند القيامبإجراء الاختبارات والقياسات الفسيولوجية على الرياضي أو على الممارس العادي للنشاطالبدني هي عموماً كما يلي:

١. التشخيص:

ويعنى بذلك تشخيص نقاط القوة والضعف لدى الشخص المراد إجراء الاختبار له.

ويدخل ضمن ذلك تحديد الصفات الفسيولوجية العامة له، كقياس مستوى القدرة الهوائية،أو القدرة اللاهوائية، أو القوة العضلية، أو مستوى المرونة، أو نسبة الشحوم في الجسم،أو غير ذلك من صفات. وغالباً ما يتم تحديد تلك الصفات في بداية الموسم الرياضي، أوبعد حدوث إصابة للرياضي، أو تدهور مفاجئ لمستواه، أو قبل البدء ببرنامج لياقة بدنية.

وعادة ما يتم مقارنة هذه المستويات بالمعايير الدولية المتعارف عليها، مما يساعد علىمعرفة الوضع الأدائي للرياضي وتقييمه بشكل موضوعي.

٢. المراقبة الفسيولوجية:

يعد إجراء الاختبارات الفسيولوجية أمر مهم لمراقبة التحسن الناجم عن التدريبالبدني لدى الشخص بشكل موضوعي، ويعتبر الاختبار كذلك حيوي في فهم التغير الذييحصل في الأداء الوظيفي للرياضي بعد الانقطاع عن التدريب أو بعد تغيير نمط أوأسلوب التدريب، وتتم مراقبة العديد من الوظائف الفسيولوجية سواء في المختبر أو فيالميدان التي تعبر عن مقدار شدة الجهد البدني أثناء التدريب أو بعده من جهة، أو عنالحالة الوظيفية واللياقية للرياضي من جهة أخرى.

٣. التحفيز:

توفر المعلومات المشتقة من الاختبارات والقياسات الفسيولوجية تغذية راجعةللمدرب والرياضي، مما يساهم في تحفيز الرياضي وحثه على مواصلة (Feedback)التدريب وكذلك في الاستمرار في إتباع نمط معين من السلوك الصحي السليم.

٤. التثقيف:

يعد الاختبار وسيلة تعليمية وتثقيفية بحد ذاته لكل من المدرب والرياضي على السواء،الأمر الذي يساعدهما على الفهم الأفضل للحالة الجسمية والوظيفية للرياضي، ومعرفة ماما هو الغرض من إجراء الالاختبارات والقياسات الفسيولوجية؟

٢

يحدث داخل جسمه من تغيرات من جراء التدريب، مما يجعل الرياضي أكثر اهتمامابنفسه وأشد حرصاً على تجنب ما يقود إلى انخفاض مستواه.

٥. التنبؤ:

يستخدم الاختبار الفسيولوجي بغرض التنبؤ بإمكانات الرياضي الفسيولوجية، ممايساعد على توجيهه إلى الرياضة الأكثر ملائمة لإمكانياته الجسمية وقدراته الفسيولوجية،خاصة في بداية مشواره الرياضي.

المواصفات الجيدة للاختبارات والقياسات الفسيولوجيةلا شك أن الاختبارات بحد ذاتها ليست غاية، وإنما هي وسيلة لتحقيق الغرض الذي منأجله وضعت هذه الاختبارات، إلا وهو قياس الصفة أو الوظيفة الفسيولوجية المراد قياسها،والتعرف على العوامل المؤثرة عليها. لهذا ينبغي أن يتم اختيار القياسات والاختباراتالفسيولوجية وإنتفاءها بعناية فائقة حتى يمكن لها أن تحقق الهدف المنشود منها، ومن أجل أنتكون الاختبارات والقياسات الفسيولوجية معتبره وتعطي صورة موضوعية ودقيقة عن الصفةالمراد قياسها، ينبغي أن تتصف بمواصفات معينة، من أهمها ما يلي:

ودقيقا في قياس الصفة المراد (Valid) ١. ينبغي أن يكون الاختبار المستخدم صادقاقياسها، فعند قياس عنصر التحمل لا بد للاختبار المستخدم أن يعكس بصوره صادقةودقيقة صفة التحمل لدى الشخص وإلا لم يحقق الغرض المقصود، وسوف يتم فيالفصل الرابع من هذا الكتاب استعراض أنواع مختلفة من حالات الصدق وكيفية قياسها.أي أن ،(Reliable) ٢. ينبغي أن يكون الاختبار المستخدم على درجة عالية من الثباتتكون نتائجه ثابتة وغير متذبذبة، وبذلك يمكن تكرار الاختبار والحصول على النتائجنفسها بكل ثقة وإعتمادية. والمعروف أن التفاوت البيولوجي في الصفات الفسيولوجية% لدى الإنسان (التفاوت اليومي أو الأسبوعي مثلا) لا يعد عاليا ونادراً ما يتجاوز ٥(مثلا: التفاوت في معدل ضربات القلب في الراحة أو درجة حرارة الجسم من يوملآخر)، على عكس المتغيرات السلوكية التي يصل تفاوتها في المتوسط إلى ٣٥ %. ومنالمعروف أن الاختبار الصادق دائما ما يتصف بالثبات، بينما ليس من الضروريللاختبار الذي يتصف بدرجه عالية من الثبات أن يكون صادقا. وسيتم لاحقا التطرقإلى كيفية قياس عنصر الثبات.للاختبار المستخدم مرتفعا، أي أن (Objectivity) ٣. ينبغي أن يكون مستوى الموضوعيةتكون النتائج ثابتة بغض النظر عن اختلاف الأشخاص القائمين على القياس، وهذه

٣النقطة تعد مهمة خاصة في القياسات الميدانية، كقياس سمك طية الجلد من أجل تحديدنسبة الشحوم في الجسم، واختبار الضغط بالذراعين من وضع الانبطاح المائل كمؤشرللقوة العضلية للذراعين والكتفين، وغيرها من القياسات الأخرى كالقفز لأعلى وقياسالمرونة وما شابه ذلك (لا بد أن تكون تعليمات القياس واضحة وموحدة لجميع من يقومبعملية القياس، والمعايير المستخدمة واضحة للقائمين على القياس من أجل ضمانالموضوعية).

٤. لا بد للاختبار الفسيولوجي المستخدم أن يكون ذا ارتباط وثيق بالأداء الحقيقي للصفةفعلى الرغم من أن قياس معدل الاستهلاك الأقصى ،(Relavent) المراد قياسهاللأكسجين يعد مؤشر صادقاً للاستدلال على صفة التحمل الدوري التنفسي لدىالرياضي، وبالرغم من أن قياسه يتصف بالثبات والموضوعية، إلا إنه لا يصلحللاستعمال كمؤشر للأداء البدني لدى رياضي المسافات القصيرة، الذين ينبغي أنيتصفوا بقدرة لاهوائية عالية (وليس قدرة هوائية)، كما أن اختبار القدرة المتفجرة الذييعد مهم لرياضيي القفز والعدو السريع، يعتبر غير مهم لرياضيي الماراثون.

٥. أخيراً، من الضروري بمكان أن تكون طريقة إجراء الاختبار المستخدم تحاكي إلى حد،(Testing specificity) كبير طريقة الأداء البدني في تلك الرياضة المعنية بالقياسفمثلا: لا يصلح قياس القدرة الهوائية للسباحين أو العدائين باستخدام دراجة الجهد، أواستخدام السير المتحرك لإجهاد متسابقي الدراجات، فعلى الرغم من أن تلك الرياضاتهوائية والاستهلاك الأقصى للأكسجين يعد مؤشراً جيداً للقدرة الهوائية، إلا أن طريقةإجراء الاختبار لا بد أن تعكس التكيف الفسيولوجي الحقيقي الناتج عن التدريب البدنيالمتخصص في تلك الرياضة، والذي سينعكس في النهاية على تكيف العضلات والجهازالدوري للرياضي بشكل أو بآخر، ولعلنا نستشهد بإحدى البحوث المهمة التي نشرتنتائجها منذ ما يقرب من ٣٠ سنة حول هذا الجانب، ففي تلك الدراسة تم اختبار ثلاثمجموعات من الرياضيين (متزلجون، ودراجون، ومجدفون) باستخدام السير المتحركفي مرة، وباستخدام طريقة تحاكي طريقة أداء الرياضة التي يمارسونها في مرة أخرى،وتم بعدئذ مقارنة نتائج الاستهلاك الأقصى للأكسجين كما هو موضحاً في الشكل البيانيرقم ( ١). ويتضح من الشكل أنه في جميع الحالات التي تم فيها إجراء القياس علىالرياضيين، كانت قيم الاستهلاك الأقصى للأكسجين هي الأعلى عندما تم إجراءالاختبار بوسيلة تحاكي رياضتهم الأصلية مقارنة باستخدام السير المتحرك (الجري).


العودة إلى الصفحة السابقة - المكتبة الرياضية -  www.sport.ta4a.us