Sport.Ta4a.Us المكتبة الرياضية > الفسيولوجى والتشريح > الجينات وعلاقتها بالتربية الرياضية


الجينات وعلاقتها بالتربية الرياضية


26 يناير 2016. الكاتب : Tamer El-Dawoody

 

الجينات وعلاقتها بالتربية الرياضية 

سوف نتناول فى بحثنا هذا تعريف الجينات , أهمية دراسة الجينات , علاقة النمط الجينى بالقوة العضلية وأيضا علاقته بالتمثيل الغذائي وعلاقته بأقصى استهلاك للاوكسيجين وكذلك أيضا علاقته بصفوة الرياضيين , فوائد ومضار التعامل الجينى فى المجال الرياضى .

 

هناك بعض المصطلحات التى أصبحت شائعة فى المجال الرياضى مثل /

· الثورة الجينية .

· التقنيات الجينية .

· خريطة الجينيوم البشرى .

· التعديل الجينى .

· الهندسة الوراثية .

· المعلومات الوراثية.

· التحسين الجينى .

· التعامل الجينى .

· العلاج الجينى .

· المنشطات الجينية .

 

ومن المواضيع الجديدة فى هذا المجال العلاج بالجينات فهذا النوع من العلاج مدخل للعلاج أو التداوى والوقاية من المرض بواسطة تغيير جينات الفرد وهى طريقة يتم بواسطتها إدخال وظيفة الجين إلى خلية بشرية لتصحيح خطا وراثي وتقديم وظيفة جديدة للخلية بهدف علاجي .

 

ويعتبر أن العلاج الجينى ما زال فى طفولته فى مرحلة الدراسات والتجريب وهو يستهدف الجسم أو خلايا البويضة أو الحيوان المنوي .

 

 

 

 

 

الجينات والرياضة /

كان اكتشاف الخريطة الوراثية للإنسان بمثابة الشرارة التى فجرت العديد من القضايا الأخلاقية والقانونية والاجتماعية والدينية فقد أعلن الرئيس الامريكى السابق كلينتون ومعه فى نفس الوقت رئيس الوزراء البريطاني تونى بلير عن إتمام مشروع الجينوم البشرى فى 26 يونيه عام 2000 ومنذ ذلك التاريخ لم تهدأ البشرية من مناقشة تلك القضايا العديدة التى لم تجد الحلول للكثير منها ولم تقتصر هذة القضايا على المجالات الانسانية المختلفة دون اغفال الرياضة كنشاط انسانى يمكن أن يستفيد من هذا المشروع كما يمكن فى نفس الوقت أن يواجه أضرار الاستخدام السيئ فما زال العالم الرياضى حتى الان يواجة معركة استخدام المنشطات غير الشرعية لتحسين الاداء الرياضى وتحقيق الانجازات الرياضية بصرف النظر عن خطورة ذلك على الرياضيين سواء من الناحية الصحية أو الاخلاقية .

وتبرر المشكلة من اساءة استخدام الجينات فى تحقيق انجازات رياضية تجعل المنافسة الرياضية تخرج عن جوهرها الشريف خلافا لما قد يصيب الرياضى من اضرار صحية وبالرغم من أن هذا المشروع ما زال فى بدايته الا أن الهيئات والمنظمات الرسمية العالمية قد بدأت تستعد للمواجهة وبذلت العديد من الاجراءات وتعتبر المعرفة بهذا المشروع وتأثيراته المختلفة خطوة هامة لمواجهة هذا المجهول وقد أن الاوان لكى يتخذ المدربون والادرايون والرياضيون وعلماء واطباء الرياضة خطوات ايجابية وسريعه للتعرف على اساس الجينات الوراثية والبيولوجية الجزيئية والنواحى القانونية والاخلاقية والاجتماعية المرتبطة بموضوع الجينات وتتطلب معالجة هذا الموضوع انشاء جسر بين العاملين فى حقل الرياضة وعلماء الوراثة فكل منهما بعيد عن حقل الاخر ويحتاج لمعرفة الكثير عنه وهذا ما نهدف إلى تحقيقة من خلال تقديم موضوع الجينوم إلى القارئ وكيفية تأثيرة على الرياضة بوجة خاص وسوف نستعرض ذلك من خلال الاتى /

أولا :مصطلحات جديدة فى المجال الرياضى :

قبل البدء فى تناول مشروع الجينوم البشرى وعلاقتة بالمجال الرياضى يجب الترعف على بعض المصطلحات التى اصبحت من الشائع استخدامها فى المجال الرياضى ارتباطا بهذا المشروع والتى تمكننا من فهم اللغة الجديدة السائدة للسير فى متابعه هذا الموضوع وتشمل :

الثورة الجينية التقنيات الجينية خريطة الجينوم البشرى التعديل الجينى

الهندسة الجينى المعلومات الوراثية التحسين الجينى التعامل الجينى

الرياضى الممتاز اخلاقيات اجتماعية حيوية جينات التميز العلاج الجينى

المنشطات الجينية الهندسة الوراثية الرياضية اساءة استخدام التقنية

الغش الجينى نقل الجين اطفال مصممة اجسام مصممة .

 

 

ثانيا / مشروع الجينوم البشرى :

اعلن الرئيس الامريكى لسابق ومعه رئيس الوزراء البريطانى فى وقت واحد يوم 26 سونيه عام 2000 عن اتمام مشروع الجينوم البشرى ويصف العالم هذا الاكتشاف بأنه كتاب الحياة أو خريطة الانسان وقد تكلف هذا المشروع ثلاثمائية مليا دولار .

ويعد هذا الكتاب من اهم الاكتشافات التى توصل اليها البشر طول تاريخهم العلمى فهو سيساعد على تفادى أكثر من 5000 مرض من بينهما الزهايمر وضمور العضلات والتقزم والسرطان ووهن العظام والتهاب المفاصل والربو .

قدرت فترة انجاز المشروع بخمس عشرة سنة ثم تخفيضها إلى ثلاثة عشر عاما ويقارن هذا الاكتشاف باختراع العجلة واكتشاف الطاقة الذرية واهم من هبوط الانسان على سطح القمر واكتشاف البنسلين .

ويهدف المشروع على التعرف على التركيب الوراثى الكامل والشفرة الجينية للانسان واظهر المشروع أن الجينوم البشرى يحتوى على نحو 30 إلى 40 الف جين تضمها ثلاثة مليارات وحدة فى كل من خحلال الجسم البشرى التى يبلغ عددها نحو مائة تريليون خلية ( التريليون يساوى الف مليار )

 

 

ثالثا / ما هو الجينوم البشرى :

هو عبارة عن مجموعة كاملة من الكروموسومات التى تحتوى على الحامض النووى DNA والجينات التى تحمل الصفات الوراصية

ويوجد الجينوم البشرى داخل نواة الخلية على شكل شبكة من الخيوط وخى الكروموسومات ويبلغ عددها 23 زوجا نصفها يورث من الاب ونصفها الثانى يورث من الام وتحتوى جميع خلايا الجسم على هذا الجينوم عدا خلايا الدم الحمراء .يوجد الحامض النووى ضمن كل كروموسوم وهو يكون على شكل خيط كيميائى طويل حلزونى الشكل يشمل كل المعلومات الورائية البيولوجية التى يحتاجها الجسم لكى يبنى ويحافظ على حياته والكروموسوم هو شريط من الحمض النووى وهذا الشريط مكدس على ذاتة فى حلزون لو فرد يصل طولة إلى متري وقطرة 1/ 5000 من الملليمتر ويشغل 1/ مليون من الملليمتر المكعب ولو ف رد هذا الشريط الحلزونى من 46 كروموسوما فى داخل كل خلية فى كافة خلايا الجسم ووضعت الشرائط بجوار بعضها البعض لفاقت المسافة بين الارض والشمس كما يقول الدكتور زغلول النجار وهى 150 بليون كيلو متر ففى داخل خلايا الجسم البشرى الواحد 150 بليون كيلومتر من المعلومات الدقيقة للغاية

يتكون الجينوم من ثلاثة بلايين قاعده توزع على الكروموسومات بحيث يبلغ طول الكروموسوم بحيث يبلغ طول الكروموسوم عن سطحة الجينات وهى الشفرة اللوراثية حيث يحتوى الحامض النووى على الجينات وتتكون من اكسونات بينها فراغات تسمى انترونات وهى بذلك تشبة الجين بالفقرة التى تحتوى على الكلمات وهى الاكسونات وبينها الفراغات وهى الانترونات ويبلغ عدد الجينات فى الانسان 30.000 إلى 40.000 جين وبالرغم من ذلك فهى لا تشغل أكثر من 2 % من الجينوم البشرى وتقوم الجينات بما تحمله من الخصائص الوراصية بتوجيه كل انواع الخلايا ويتكون كل جين من سلسلة خاصة من القواعد التى تحتوى على تعليمات صنع البروتين.

 

 

رابعا / هل يصنع البطل ام يولد :

ما زال هذا التساؤل يجذب اهتمام الباحثين ويجب أن تتجة بحوث المستقبل إلى دراسة دور العوامل الوراثية والعوامل البيئية فى صناعة البطل فما زالت نتائج الدراسات فى هذا المجال فى بدايتها حيث تظهر الفروق الوراثية بين الرياضيين عند تحقيقهم المستويات العليا فى الاداء غير انه لا يمكن ضمان نجاح الرياضى بدون التدريب المكثف فالرياضى الذى يمتلك رصيدا جينيا لتحمل السرعه ولكن ليس لدية الحماس والرغبة الكافية للتدريب لن يمكن أن يصل الة ما يمكن أن يحققه ريضاى اخر اقل رصيدا فى الجينات ولكنه يتدرب أكثر ولدية مدرب جيد وامكانات متوافرة كما أن هناك عوامل أخرى تحدد مستوى النجاح وتحقيق المستويات العليا مثل الخصائص النفسية المرتبطة بالتفكير الخططى والدافعية لتحمل الالم اثناء التدريب أو المنافسة كما تساعد ايضا الظروف البيئية مثل دور الاسرة والمجتمع .

وفى هذا المجال تركز الاهتمامات وتدور التساؤلات حول التفوق الواضح لمتسابقى العدو والجرى الافارقة فهل هم حقا أكثر موهبة من الناحية الجينية ؟ .

ما زال الصراع دائرا بين العلماء حول هل الرياضى يصنع ام يولد ؟

حيق قدم احد العلماء دليلا على أن الرياضيين يولدون ويصنعون بينما يميل عالم اخر إلى اتجاه أن الرياضى يصنع من خلال الخبرة الرياضية والساعات التى تقضى فى التدريب اكثر منه يولد ولا يمكن صناعة بطل بدون تدريب مكثف لذلك يقترح احد العلماء نظرية النظم الديناميكية بمعنى أن على المدربين وعلماء الرياضة أن يتفهموا أن هناك محددات كثيرة لتحقيق النجاح تختلف من رياضى إلى اخر وهى التى تحدد مستوى النجاح وتشمل العوامل الوراثية ( الجينات ) ونوعية وخبرة التدريب ومستوى المدرب والخدمات العلمية المتكاملة التى تقدم للرياضى والثقافة الاسرية والاجتماعية ومدى توفير االجهزة والامكانات وكيفية تفاعل جميع هذة العوامل بعضها ببعض .

ولعل مثال التفوق الكينى فى جرى المسافات الطويلة يعتبر من القضايا التى شغلت الباحثين فى شتى بقاع العالم ففى الوقت الذى تحتل لعبة كرة القدم المكانه الاولى لدى الشعب الكينى وبالرغم من محاولات الفوز بسباق 100 متر عدو الا أن افضل رقم كينى لهذا السباق هو 10.28 ثانية يأتى فى الترتيب 500 بالنسبة للمستوى العالمى

خامسا / أنواع التعاملات الجينية المحتمل استخدامها :

أصبحت فضائح المنشطات جزءا روتينيا تحدث خلال المنافسات الرياضة الحديثة بما فيها الألعاب الاولمبية غير أن هذة المنشطات سوف تصبح شيئا من الماضي

قد صنف العلماء بعض أنواع الجينات التى يمكن إساءة استخدامها فى المجال الرياضى كما يلي :

1/ منظمات البروتينات مثل هرمون النمو .

2/ أدوية الجروح والإصابات وتشمل عوامل ترميم العظام .

3/ زيادة كتلة العضلة وتشمل عوامل بناء الأوعية .

4/ تنمية الوعاء الدموي مثل عوامل نمو الغشاء المبطن الوعائي .

5/ راحة الألم مثل الاندورفين والانكيفالينز .

6/ عوامل عصبية مثل عوامل هرمون النمو الغدة النخامية أو الهيبو ثالامس .

 

سادسا / فوائد ومضار التعامل الجينى فى المجال الرياضى :

أن اكتشاف خريطة الجينوم البشرى للإنسان كما له من فوائد كثيرة فان له وجها أخر لو تم إساءة استخدامه وخاصة فى المجال الرياضى حيث أصبح هدف الفوز بالميدالية الذهبية الاولمبية وما تحققة للرياضي من مكاسب مادية هدفا يجعل البعض مستعدا لمواجهة الخطر فى سبيل تحقيقه وهناك فى رأينا ثلاثة مجالات يمكن للرياضة أن تتعامل خلالها مع الجينات وهى :

العلاج الجينى والانتقاء الرياضى وتحسين مستوى الأداء الرياضى الجينى .

1/ العلاج الجينى : genetic therapy

 

العلاج الجينى هوا مدخل للعلاج أو التداوى والوقاية من المرض بواسطة تغير جينات الفرد ويعتبر العلاج الجينى ما زال فى طفولته فى مرحلة الدراسات والتجريب وهو يستهدف الجسم أو خلايا البويضة أو الحيوان المنوي وقد استطاع علماء الوراثة أن يخطوا خطوات متقدمة فى العلاج الجينى فى اتجاه إيلاج جينات مصنعه إلى الجسم لتقوم بإنتاج بروتين علاجي يقوم بالحد من انتشار المرض ويخفف الشعور بالألم وبالرغم من أن هذة الطريقة ما زالت تحت التجريب عل الحيوان وعند نجاح التجارب على الحيوان يمكن تجربتها على الإنسان بهدف علاج الكثير من الأمراض والإصابات التى تصيب الرياضيين والتي تسبب فى اعتزال الكثير منهم وهم فى قمة مستواهم الرياضى فمن خلال النقل الجينى يمكن علاج إصابات الأربطة والعظام والغضاريف والأنسجة وتشكيل الغضاريف الجديدة وعلاج كسور الضغط والتي تشكل حوالي 15 % من إصابات متسابقى الجري كما يؤدى العلاج الجينى إلى سرعة الشفاء وعودة الرياضى إلى الملعب بأسرع وقت ممكن وهذا هو الجانب الايجابي للاستفادة من الجينات فى المجال الرياضى غير أن العض يرى أن هذة القضية شديدة التعقيد فهناك خط غامض يتطلب المناقشة شديدة التعقيد فهناك خط غامض يتطلب المناقشة بين كل من (( إعادة إصلاح الصحة وتحسين الأداء

 

2/ الانتقاء الرياضى genetic selection

كما أن هناك إمكانية للتنبؤ المبكر بالأمراض الوراثية التى يمكن أن تصيب الإنسان فى مستقبل حياته من خلال التعرف على الجينات التى تحمل خصائص هذا المرض يمكن أيضا التعرف على الخصائص المميزة للرياضيين منذ البداية من خلال الجينات .

3/ تحسين الأداء الجينى genetic enhancement

يقول ديك بوند رئيس اللجنة العالمية لمكافحة المنشطات أن العلاج الجينى أصبح له قوة فى الثورة الطبية لعلاج الإمراض وتحسين نوعية الحياة ولكن للأسف هذا التكتيك مثله كغيرة يمكن إساءة استخدامة لتحسين الأداء الرياضى وان نفس هؤلاء الأشخاص الذين يغشون فى الرياضة سوف يجدون طرق إساءة استخدام الجينات فالتنشيط الجينى لتحسين الأداء الرياضى ليس فقط عملا غير اخلاقى ولكنة يطرح مجموعه كبيرة من الأخطار الصحية على الرياضيين .

وعلى سبيل المثال فان الطرق التى استخدمت فى دراسات على الحيوانات بجامعه pitrsburgh يمكن استخدامها لعلاج الإصابات الرياضية وفى نفس الوقت لتحسين الأداء الرياضى حيث يقوم العلماء بإيلاج خلايا معينه فى خلايا العضلة على أمل مساعده الأطفال المصابين بالضمور العضلي وبالتالي يمكن استخدام نفس هذا التكتيك مع الرياضيين وبصفة عامة فان من بين ما يستهدف تحسين الأداء الجينى تطويره هو تنمية صفات القوة العضلية والتحمل وقد بذلت محاولات فى هذا المجال وأمكن التوصل إلى بعض الجينات التى تساعد على تحقيق ذلك بالنسبة للرياضيين وان كان البعض يرى أنها ما زالت مجرد تجارب على الحيوانات ويرى البعض الأخر أنها قد تكون بدأت فعلا ولو بأساليب مبدئية أو سرية ولكن لا توجد دلائل تؤكد استخدامها ولعل ما يثير مخاوف العلماء وقوى الشك لديهم ببدلية التعامل الجينى مع الرياضيين بعض الظواهر الرياضية الغريبة


العودة إلى الصفحة السابقة - المكتبة الرياضية -  www.sport.ta4a.us